
خيرية الشارقة توفر الحياة الكريمة إلى معيلة تخلى عنها زوجها
كعادتها جمعية الشارقة الخيرية تمد يد الخير لتجود بمال الخيرين والمحسنين على أولئك المستحقين، تسارع إلى التكفل بعلاج حالة مرضية هنا، وتسديد ديون سجين على ذمة قضية مالية هناك، سجلاتها مليئة بحالات ضاقت بها المعيشة وتعسرت بها السبل، فكانت أبواب الجمعية ملاذها، وصدقات المحسنين طوق نجاتها إلى تحقيق أبسط معالم الإنسانية وهي الحياة الكريمة التي تكفل لها احتياجاتها الأساسية.
ومن بين الملفات التي توقفت عندها الجمعية، كانت هذه السيدة صاحبة ال38 عاما التي قٌدر لها أن تدخل قفص الزوجية من أتعس أبوابه حيث عاشت مع زوجها سنوات من المرار بلغ معها إلى الحد الذي نفذ فيه الصبر وخارت قواها عن تحمل مر الحياة، فإلى جانب أنه لا ينفق على أسرته بل ويعتمد على أبويه في توفير مستلزمات العيش، كان لا يمل من تعاطي المشروبات المسكرة، ولم يكترث إلى توسلات زوجته بالتوقف عن هذه الأفعال، فدامت الخلافات الزوجية حتى لم يعد امام الزوجة إلا رفع دعوى قضائية على زوجها لازالت متداولة بين المحاكم حتى الأن.
على خلفية الدعوى القضائية هجرها زوجها كسلاح للي ذراعها وإرغامها عن العدول عن اللجوء إلى المحاكم، وتركها تواجه أمواج الحياة بمفردها لتكن مسئولة عن توفير علاج لابنتها الكبرى التي تعاني من فرط الحركة وعدم التركيز إلى جانب بنتين صغيرتين في حاجة إلى مزيد من الرعاية والعناية المباشرة، قطعا الأمر ليس سهلا.
بدأت رحلة البحث عن فرصة عمل وجاءت البشارة بالتحاقها للعمل في إحدى الدوائر الحكومية فتحسنت أحوالها المادية قليلا، لكن الحال لم يدم طويلا، حيث اصطدمت بحرب جديدة من زوجها إذ هددها بسحب حضانة بناتها منها، وهو ما يمكن أن تعتبره كابوسا، فكيف تطمئن على بناتها وهنّ في أحضان أب سكير، كان لابد من التضحية بفرصة العمل حتى لا تخسر حضانة بناتها وهو ما وقع فعليا حيث تقدمت باستقالتها مرغمة على ذلك لتنتكس حالتها المادية مجددا وتعاني ضيق اليد فلجأت إلى العيش مع أبيها الذي أعطاها غرفة نوم واحده مرفق بها سرير واحد مع دولاب صغير في حالة يرثى لها، وما يزيد من صعوبة وضعها المادي أنها لا تتحصل على مساعدات من أية جهات بالدولة.
طوق النجاة
ذات يوم حضرت السيدة "ش" إلى مكتب الجمعية وقد بدا على ملامحها الحزن، تعبيرات وجهها كانت كفيلة لتشرح حالتها المتأزمة، تم استقبالها بقسم المساعدات من قبل إحدى الموظفات ومراجعة أوراقها والتعرف على قصتها. على الفور تم فتح ملف بالحالة، ومن ثم إجراء زيارة ميدانية للتعرف على حالتها عن قرب فلم نجد سوى غرفة محدودة بها دولاب قديم للغاية وسرير واحد تعيش بصحبة بناتها الثلاث في هذه الغرفة التي تبين أنها تعود لأبيها منحها لها لتقيم فيها نظرا لعدم قدرتها على استئجار مسكن ملائم.
كانت دموعها وهي تحكي قصتها إلى موظفة الجمعية تسبق كلماتها، تم النظر في إمرها على عجل، وتم البدء في صرف مساعدة شهرية لتمكينها من توفير قوت يومها لها ولبناتها، فانفرجت أساريرها، كما وجهت الجمعية إلى استبدال هذه الغرفة بمسكن آخر ملائم يأويها وبناتها ويحفظ لهم الحياة الكريمة، وهذا هو عهد جمعية الشارقة الخيرية التي لا تتوانى عن مساعدة المحتاجين لتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم في المقام الأول، وتم التوجيه بتأهيل ملحق خارجي تابع لمسكن أبيها وترميمه وصبغه ومن ثم تجهيزه بكافة الأغراض والأجهزة المنزلية والكهربية التي تعينها على العيش الكريم.
لاشك أن هذه ليست آخر مساعدات الجمعية، فقطعا سيتم وضع الحالة في قوائم مستحقي الزكاة، إلى جانب مساعدات عينية أخرى من شأنها تأهيلها للنهوض بحالتها المعيشية والاعتماد على نفسها مرفوعة الرأس شامخة الأنف عزيزة النفس.