
04/05/2025 10:40:46
القلوب الصغيرة لخيرية الشارقة تحط رحالها الإنسانية بين 60 طفلا في المغرب
في مبادرة إنسانية تعكس عمق القيم الإماراتية وروح العطاء، أنهت جمعية الشارقة الخيرية حملة “القلوب الصغيرة” في المملكة المغربية، والتي أُجريت خلالها 60 عملية قلب دقيقة للأطفال المصابين بأمراض قلبية خطيرة، تنوعت ما بين 40 عملية قسطرة و20 عملية قلب مفتوح، وذلك في المركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس” بمدينة مراكش، بمشاركة طبية إماراتية متخصصة، وبمتابعة ميدانية من وفد الجمعية برئاسة علي محمد الراشدي، رئيس قطاع المشاريع الخارجية والمساعدات.
تأتي هذه الحملة ضمن سلسلة المبادرات الطبية والمشاريع الخيرية الموسعة التي تنفذها الجمعية خارج الدولة، امتداداً لرسالتها الإنسانية الرامية إلى تخفيف المعاناة الصحية عن الفئات الأكثر احتياجاً، وتقديم الدعم العلاجي للأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة وخطرة، لا سيما تلك التي تمس الحياة بشكل مباشر كأمراض القلب.
وقد تكفل بتنفيذ العمليات فريق طبي إماراتي متطوع يتألف من 16 طبيباً وممرضاً وفنياً، ترأسه الدكتور أحمد الكمالي، استشاري قلب الأطفال والنساء بمستشفى القاسمي في الشارقة، حيث باشر الفريق فور وصوله إلى المركز الجامعي عملية فحص الحالات المرضية، والتي تم اختيارها بناءً على تقارير طبية دقيقة، وبالتعاون مع الطاقم الطبي المحلي.
وأوضح الدكتور الكمالي أن الحالات التي تم التعامل معها تنوعت ما بين تشوهات خلقية معقدة وانسدادات شريانية وأمراض صمامية خطيرة، مؤكداً أن العمليات تمّت بنجاح وفق أعلى المعايير الطبية العالمية، مع تقديم الرعاية اللاحقة للمرضى، وتوفير الأدوية اللازمة لهم خلال فترة التعافي، وأضاف: “الجانب الإنساني في هذه المهام لا يقل أهمية عن الجانب الطبي، فنحن نمنح الأطفال فرصة جديدة للحياة، ونرسم البسمة على وجوه عائلاتهم بعد سنوات من القلق والمعاناة”.
من جانبه، عبّر علي محمد الراشدي عن اعتزازه العميق بالنجاحات المتوالية التي تحققها الجمعية من خلال حملة “القلوب الصغيرة”، والذي سبق أن نفذته في عدد من الدول الشقيقة والصديقة، مؤكداً أن المغرب يحظى بعناية خاصة في هذا المجال نظراً لحجم الحاجة الطبية في فئة الأطفال، وثمّن التعاون الكبير الذي قدمته الجهات المغربية المختصة وعلى رأسها وزارة الصحة، وإدارة المركز الاستشفائي الجامعي “محمد السادس”.
وأشار الراشدي إلى أن الجمعية تعمل ضمن استراتيجية متكاملة، تعتمد على بناء شراكات فاعلة مع المؤسسات الطبية والمجتمعية، إلى جانب استقطاب الكفاءات الطبية الإماراتية التي تملك خبرة طويلة في هذا النوع من التدخلات الجراحية الدقيقة، وأضاف: “لا يقتصر دورنا على العمليات فقط، بل نحرص على بناء نموذج إنساني مستدام من خلال المتابعة الدورية، وتوفير الدعم النفسي والدوائي للأطفال بعد خروجهم من غرف العمليات”.
وقد حظيت الحملة بدعم واسع من المتبرعين داخل دولة الإمارات، والذين أسهموا بكرمهم في تغطية تكاليف العمليات والعلاج، كما كان لسفارة دولة الإمارات في الرباط دور محوري في تيسير إجراءات الوفد الطبي، وتقديم التسهيلات اللوجستية التي ساهمت في إنجاح المهمة الإنسانية بكل المقاييس.
وفي ختام الحملة، وجّهت جمعية الشارقة الخيرية رسالة شكر وتقدير لفريق “القلوب الصغيرة” الطبي، الذي عمل على مدار الساعة لإنقاذ حياة الأطفال، كما شكرت المتبرعين الكرام الذين جعلوا هذا الإنجاز ممكناً بفضل عطائهم، وسفارة دولة الإمارات في المغرب على دعمها المتواصل ومرافقتها الحثيثة لكافة مراحل تنفيذ الحملة. وتعهدت الجمعية بمواصلة جهودها الإنسانية حول العالم، مؤكدة أن “نبض الأمل” سيظل حاضراً في قلوب الأطفال بفضل أيادي الخير الإماراتية، وأن مبادرة “القلوب الصغيرة” ستستمر في رسم حياة جديدة للمحتاجين، حيثما دعت الحاجة وكان الألم.