19/10/2022 13:19:47
تنظيم العُرس الجماعي الأكبر في تاريخ الجمعية
صقر بن محمد: دعوة حاكم الشارقة للعرس الجماعي ملهمة لشعوب المنطقة 1154 أسرة تم تأسيسها بدعم المحسنين من خلال مبادرة الأعراس الجماعية للجمعية منذ 1990.
برعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد، نائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي، تحتفي جمعية الشارقة الخيرية اليوم "الأربعاء" بتنظيم أكبر عُرس جماعي في تاريخها بتزويج 132 عريسا من أبناء الوطن والمقيمين على أرضه خلال حفل العُرس الجماعي الثامن المُقرر تنظيمه بمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، وبحضور لفيف من رؤساء ومدراء الدوائر والمؤسسات والشخصيات العامة ووسائل الإعلام.
وقال الشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية: بعد شهور طويلة من جائحة كورونا، نعاود العمل على تنفيذ مشروع الأعراس الجماعية مجددا، استكمالا لما حققته الجمعية في السنوات الماضية من مكتسبات وعمل إنساني يستهدف تحقيق استقرار المجتمع وبناء لبنته على أسس سليمة بعيدا عن الاستدانة والقروض، حيث نرى حولنا مظاهر غلاء المهور وارتفاع كلفة الزواج وهي معضلة تسبب الكثير من الآفات الاجتماعية منها عزوف الكثيرين من الشباب عن الزواج نظرا لعدم تمكنه من مجاراة هذه التكاليف المادية التي تفوق استطاعته، ولهذا نرى أن مشروع العرس الجماعي هو مبادرة حسنة لمساعدة بعض الحالات الأكثر تعسرا على إتمام مراسم زواجهم من خلال إعانتهم ماديا بشكل يدعم استقرارهم الأسري والاجتماعي، مضيفا أن الفضل في هذا المشروع يعود إلى سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي فقد كان سموه رعاه الله أول من سن هذه السنة الحسنة بالدعوة إلى إطلاق أول عرس جماعي في منطقة الشرق الأوسط سنة 1990، حيث كانت هذه الدعوة من سموه حفظه الله ملهمة ليست لشعب إمارة الشارقة أو دولة الإمارات فحسب، بل انتشر صداها في مختلف بلدان ودول المنطقة بأسرها، وصارت نهجا في محاربة ظاهرة غلاء المهور، ودعوة صادقة إلى الاقتصاد والتيسير في نفقات الأعراس.
وتابع: من منطلق دعوة صاحب السمو حاكم الشارقة سارت جمعية الشارقة الخيرية على هذا النهج لتواكب التوجهات السامية وتعمل على تنفيذها لتكون أحد المشاريع الرائدة ضمن مشاريع الجمعية واستهدفت 20 شابا من مواطني الدولة المتعففين من غير المشمولين بمساعدات صندوق الزواج، وقد لقى المشروع نجاحا وصدى كبيرا بين فئات المجتمع وحظى بدعم من الجمهور الذين أثنوا على هذا العمل الاجتماعي بصيغة إنسانية تحمل الكثير من معاني الخير وتؤصل لقيم حميدة، ومع حجم الدعم الذي حظيت به الجمعية حينها جاء العرس الجماعي الثاني ليزف 56 شابا من الشباب المقبلين على الزواج، لتكون الجمعية ساهمت في بناء 56 أسرة تنعم بالاستقرار بعيدا عن الديون والاقتراض من البنوك، مبينا أن مشروع العُرس الجماعي مع نجاحه في توصيل رسالة ورؤية الجمعية وأهدافها، كان لابد من التوسع في حجم وعدد المستفيدين وهو ما تحقق حيث سجل العُرس الثالث 65 مستفيدا حيث يعكس هذا التنامي في الأعداد عاما تلو الأخر مصادقيه الجمعية في برامج الدعم الإنسانية المقدمة لمستحقيها، ويجسد تأثير المشروع في بناء المجتمع وخدمة أفراده المستحقين، وصولا إلى الاحتفاء بتزويج 132 عريسا في العُرس الجماعي الثامن للجمعية.
وأكمل صقر القاسمي: أن الجمعية تدين بالفضل لله أولا ومن ثم إلى الداعمين والمحسنين لمشروع العرس الجماعي الذي علا شأنه وصار واحدا من المشاريع الرئيسة الذي يتم تضمينه ضمن مبادرات الجمعية في احتفالاتها باليوم الوطني الإماراتي، ولأهمية المشروع فقد نفذت المشروع في نسخته السابعة إبان جائحة كورونا من خلال توزيع مساعدات المشروع على الشباب المقبلين على الزواج حيث اتموا مراسم زواجهم في ضوء الإجراءات الاحترازية التي فُرضت من قبل الجهات المختصة حينها، وها نحن نواصل رسالتنا ونستعد مساء اليوم "الأربعاء" للاحتفال مع أبنائنا العرسان بزواجهم ضمن العُرس الثامن للجمعية والأول بعد انقضاء جائحة كورونا، مبينا أن هذا العرس هو الأكبر في تاريخ الجمعية حيث يضم 132 شابا من المواطنين والمقيمين المقبلين على الزواج وهذا العدد لم يسبق تحقيقه في جميع الأعراس السابقة.
وأضاف: كانت تطلعاتنا في بادئ الأمر استهداف 100 مستفيدا، ولكن مع زيادة أعداد الطلبات التي وصلت إلى الجمعية ومع حجم الدعم المادي الذي لقيه المشروع من قبل المحسنين والداعمين الرئيسيين فقد وجهنا إلى زيادة أعداد المستفيدين لتصل إلى 132 عريسا سيتم الاحتفاء بهم غدا، ونحن بهذه المناسبة نقدم لهم التهاني والتبريكات بهذا الزواج الميمون الذي من خلاله تتحقق أمنيتهم ويتحقق الاستقرار والراحة والأمن، والعفة، وتربية أجيالٍ على الخير والصلاح، ونؤكد في ذات الوقت على استمرارية وديمومة المشروع عاما بعد عام لطالما نحظى بهذا الدعم من قبل فاعلي الخير، لافتاً أن الأعراس الجماعية تعزز الولاء والانتماء لدى الشباب بوطنهم، ومن هذا المنطلق نقوم بمسئولية اجتماعية في صورة إنسانية تجاه أبنائنا المتعففين وقاصري اليد بتلبية احتياجاتهم وإدخال البهجة والسعادة إلى نفوسهم.
1154 عريسا
وأشار الشيخ صقر بن محمد القاسمي إلى أنه بدعم أصحاب الأيادي البيضاء فقد استطاعت الجمعية تنفيذ رؤيتها التوسعية في حجم ومدى المشروع ليتخطى حدود الوطن إلى الشباب المحتاجين في عدد من البلدان الشقيقة والصديقة، وكان نتاج هذا المشروع المبارك بناء مئات الأسر من خلال تزويج نحو 1154 شابا وفتاة بواقع 539 شابا من مواطني الإمارات وبعض المقيمين، إلى جانب 615 آخرين ضمن الأعراس التي تم تنفيذها خارج الدولة والتي تصل إلى 22 عرسا في البوسنة وبنجلاديش والسنغال والسودان وجيبوتي والكونغو ومصر وتنزانيا والبحرين، بالتنسيق والتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي وسفارات الدولة وممثليها في تلك البلدان ومكاتب الجمعية الإقليمية في آسيا وأفريقيا، حيث ساهمت هذه الأعراس في احتواء هؤلاء الشباب الذين عجزوا عن توفير نفقات وتكاليف الأعراس وكادوا ينخرطون في طوابير العازفين عن الزواج الذين ضاق بهم الحال.
ولفت إلى الأثر الكبير لهذا المشروع الجليل في ظل توجه الجمعية إلى المشاريع التي تلمس الاحتياجات المباشرة للمحتاجين وتدعم مبدأ اعتمادهم على أنفسهم، ولا شك أن مساعدات الزواج من خلال الأعراس الجماعية هي في حقيقتها وجوهرها واحدة من أكثر صور تمكين الإنسان من الاعتماد على نفسه، إذ أن الزواج في الحقيقة يُعد أعظم أركان التَّمدُّن الإنساني، وهو السبيل الوحيد لضمان دوام الإنسانية، وهو النظام الوحيد القادر على بقاء البشرية وتحقيق تنميتها، كما أنه أعظم وسيلة لحماية المجتمعات من الانحرافات الخلقية والنفسية، وتحقيق السكن والطمأنينة النفسية والاستقرار الأسري.
لجان مختصة:
بدوره قال علي محمد الراشدي رئيس اللجنة التنظيمية لمشروع العُرس الجماعي الثامن، أن فرق عمل اللجنة بدأت عملها على قدم وساق قبل وقت مبكر في استقبال الطلبات من خلال الموقع الإلكتروني، ومباشرة إجراءات الدراسة والبحث للوقوف على الحالات المقبولة والمرفوضة، حيث وجهنا فرق عمل اللجنة إلى تحري مزيدا من الدقة والموضوعية في ترشيح الطلبات الأكثر استحقاقا من خلال تقارير البحث الاجتماعي وسائر المستندات الأخرى التي يتم الاطلاع عليها وإجراء بحث اجتماعي وميداني بشأنها بالتعاون مع الجهات المعنية، وقد حددنا في بادئ الأمر 100 مستفيدا للمشاركة في حفل العُرس، قبل أن يتم رفع أعداد الحالات إلى 132 عريسا في ضوء توجيهات مجلس إدارة الجمعية، ويضم حفل العُرس الجماعي فئات المواطنين الذين لا تنطبق عليهم شروط مساعدات صندوق الزواج، بالإضافة إلى أبناء المواطنات ومواليد الدولة وبعض المقيمين الذين تنطبق عليهم الشروط التي وضعتها الجمعية.
وأشار إلى إنه مع الانتهاء من دراسة جميع المتقدمين والوقوف على شريحة المقبولين للمشاركة في هذا الحفل الجماعي عززنا استعداداتنا لتنفيذ المشروع من خلال اختيار موقع تنفيذ الحفل بمركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات، وشراء هدايا العُرس الممثلة في لباس العرس وتوجيه دعوات الحضور من أصحاب السعادة رؤساء الدوائر وممثلي وسائل الإعلام، موضحا أن الحفل سوف يتضمن برنامج وفقرات متنوعة من شأنها إضفاء البهجة والفرحة على وجوه العرسان وذويهم. توعية أسرية وفي ضوء حرصها على تعزيز ثقافة الشباب المشاركين في العُرس الجماعي بالحياة الأسرية، أفاد الراشدي بانه قد تم تنظيم ملتقى للعرسان بمثابة محاضرة توعوية تستهدف نقل الخبرات الحياتية وأسس التفاهم النفسي والفكري بين الزوجين بما يدعم استمرارية الحياة الزوجية وتلاشي ما ينشأ بينهما من اختلافات او خلافات في الحياة اليومية، متمنيا الحياة الكريمة والذرية الصالحة للعرسان والتوفيق في أمور حياتهم.
مشروع حيوي
وقال أحد العرسان المشاركين في العُرس الجماعي الثامن: بفضل الله أولا ومن ثم بدعم من الجمعية ومتبرعيها أصحاب الأيادي البيضاء نحن الآن على أعتاب إتمام مراسم الزواج التي دامت طويلا بسبب ارتفاع التكاليف ومحدودية الدخل الذي يكاد يفي بالاحتياجات الرئيسة للمعيشة وتجهيزات مسكن الزوجية، لافتا أن هذا المشروع يجسد الدور المؤثر لقيم العطاء ومظاهر التكافل الاجتماعي وترابط المجتمع في بناء مجتمع على أسس وقيم حميدة وسنة طيبة سنها سيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة إذ تعكس دعوة سموه -التي نلمس ونقطف ثمارها- إلى اهتمام الحاكم بأبناء وطنه وحرصه على تهيئة المناخ المناسب للعيش الكريم لهم.
وأكد عريس آخر من المشاركين في مراسم العُرس الجماعي الثامن: إن جمعية الشارقة الخيرية واحدة من المؤسسات الخيرية التي تسهم في خدمة المجتمع والفئات المتعففة من خلال المبادرات والبرامج الخيرية التي تقوم على تنفيذها، موضحا أنه قام بعقد قرانه ولم يقم بإتمام مراسم زواجه بعد حيث الحالة المادية تحول دون الإيفاء بنفقات المهور، وأكد أن مشروع العرس الجماعي بمثابة انفراجه للكثيرين من الشباب المتعسرين الذين تحقق حلمهم بإتمام مراسم الزواج والبدء في بناء حياة أسرية على قواعد وبنيان راسخة بعيدا عن الاستدانة والاقتراض التي تثقل عبء المعيشة على كاهل الشباب، متوجها بالشكر الجزيل إلى جمعية الشارقة الخيرية ومتبرعيها وداعميها على تنفيذ هذه المشاريع الحيوية والمؤثرة في حياة المستفيدين.