02/03/2020 10:58:21
الشارقة الخيرية تنفق 118 مليون درهم للمساعدات الداخلية خلال 2019
أنفقت جمعية الشارقة الخيرية على جميع أعمالها الداخلية 118 مليون درهم، شملت مساعدات شهرية ومقطوعة وموسمية، استهدفت نحو 5 آلاف أسرة من المواطنين والمقيمين، من ذوي الدخل المحدود، في إطار الرؤية الإنسانية التي تسعى الجمعية إلى تثبيت جذورها، وتوسعها من آن إلى آخر، والوصول إلى كل صاحب حاجة، ومساندته ودعمه وتحقيق الاستفادة القصوى من تبرعات المحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء ورعاة العمل الخيري.
قال الشيخ عصام بن صقر القاسمي، رئيس مجلس الإدارة: إن الجمعية، شهدت خلال العام المنقضي، تقدماً كبيراً على جميع المستويات مقارنة بالأعوام السابقة. وكان عام 2019 علامة فارقة في مسيرة الجمعية، وتمكنا من تنفيذ الخطة التي اعتمدت خلال الاجتماعات الدورية التي عقدها المجلس، وحققنا نجاحاً تلو الآخر، بداية من حملة تيسير العمرة التي شهدت إيفاد المئات من الفقراء من الأسر المتعففة، وطلبة العلم والأيدي العاملة. ومشروع العرس الجماعي الذي لاقى صدى واستحساناً كبيرين بين المتبرعين، مروراً بالحملة الرمضانية؛ حيث كان لمشاريعها دور مؤثر في تنمية حجم إيرادات الجمعية، ما انعكس على حجم الأعمال الخيرية المنفذة، وحملة الأضاحي، إلى جانب مساعدات الكساء ودعم طالبي العلم والمساعدات العلاجية، وتحظى مساعدات الأسر المتعففة من المواطنين والمقيمين بالدولة بأهمية بالغة في أجندة أعمال الجمعية.
وقال عبدالله الدخان، الأمين العام: لم ندخر جهداً في الوصول إلى المتبرعين من كل الشرائح، عبر الإفساح في المجال أمام موظفي الجمعية وداعميها، لتقديم ما لديهم من مقترحات بناءة تسهم في إحداث تقدم في حجم الرسالة الخيرية القائمين على تنفيذها، فكان نتاج ذلك ظهور خدمة درهم «الحمد» التي تتيح للراغبين في المساهمة بالقليل من المشاركة في أعمالنا الخيرية، ونتج عن ذلك تنفيذ آلاف المشاريع الضخمة، مشيراً إلى أن الجمعية أولت مشاريعها الاستثمارية اهتماماً بالغاً، فتبرع المحسن لمشروعات المباني الاستثمارية، يعني أنه يسهم في مشروعات عدة، وليس في مشروع واحد، وتبرعه صدقة جارية، فضلاً عن إعادة تصميم الموقع الإلكتروني، ليظهر بثوبه الجديد قناة مهمة وميسرة أمام المتبرعين الراغبين في المساهمة والتبرع. وكذلك متابعة أعمال الجمعية وأخبارها لحظة بلحظة، والتطبيقات الذكية وتدشين خدمة التبرع عبر بطاقات الائتمان، ما وضع المتبرعين أمام كثير من وسائل التبرع المتنوعة، ليختاروا الوسيلة الأنسب. وقال عبدالله سلطان بن خادم، المدير التنفيذي: إن سياسة العمل داخل الجمعية، تستهدف تعزيز ولاء الشباب وانتمائهم للدولة، وهو ما نعمل عليه خاصة في المشاريع الموجهة للمحتاجين من المواطنين، مثل مشروع العرس الجماعي، وتحقيق الاستقرار الأسري ورسم السعادة على وجوه المستحقين. مشيراً إلى أن العام المنصرم شهد ارتفاعاً في حجم المساعدات المقدمة عن العام السابق له بنسبة 16%، وتضمنت المساعدات الداخلية، مساعدات شهرية بقيمة 16 مليون درهم، وتعد أحد برامج الكفالة، وتشمل الأسر المتعففة والأرامل والمطلقات والمهجورات واليتيمات، بهدف تمكينها من توفير احتياجاتها الأساسية من الكساء والغذاء وغيرها؛ حيث يصرف هذا النوع من المساعدة لمصلحة 1000 أسرة شهرياً. كما نفذت برامج المساعدات المقطوعة بقيمة 54.8 مليون درهم واستفاد منها 4765 من المحتاجين، موضحاً أن المساعدات المقطوعة، شملت صيانة وترميم المنازل المتهالكة وتزويدها بالأجهزة الكهربائية والمنزلية والأثاث، وتسديد الرسوم الإيجارية وفواتير الكهرباء عن غير المقتدرين، بقيمة 8.7 مليون درهم، ما أسهم في تحقيق الاستقرار والسكينة، بعيداً عن مواجهة مصير إخراجهم بغير إرادتهم من مساكنهم، وقطع خدمات الكهرباء عنهم.
المساعدات الموسمية: وأشار ابن خادم إلى أن الجمعية، تمكنت خلال العام الماضي، من إنجاز عدد من المساعدات الموسمية التي تقوم بها في مواسمها الثابتة من كل عام، وقد أسهمت تلك المكرمات في سد حاجات الفقراء والمحتاجين، خاصة أنها تتسم بالتنوع وتغطي كل جوانب الحياة. وبحسب مدير الجمعية التنفيذي، فإن إدارة المساعدات الداخلية، نفذت حزمة من المساعدات الموسمية بقيمة 40 مليون درهم، تضمنت تنفيذ مشروع إفطار صائم بواقع مليون وجبة خلال رمضان المبارك، عبر 147 موقعاً للإفطار بقيمة 10.6 مليون درهم، وتضمنت الوجبات الأرز والدجاج واللحوم والفواكه والتمور، والعصائر والألبان والمياه. وزودت خيام الإفطار بالمكيفات، لتوفير الراحة للصائمين. ومشروع كسوة العيدين بقيمة 1.1 مليون درهم، وزكاة المال بقيمة 6.5 مليون درهم، ومشروع النذور والعقائق وكفارة اليمين وإطعام المساكين بقيمة 3.9 مليون درهم. وخلال موسم العمرة أوفدت على نفقتها الكاملة 1000 شخص من الأسر المتعففة وطلبة الجامعة القاسمية والمنتسبين لنادي الثقة للمعاقين والعمال ذوي الدخل المحدود، بقيمة مليوني درهم.
وأردف: واحتفت بتزويج 70 عريساً ضمن مشروع العرس الجماعي بقيمة بلغت 2.1 مليون درهم، ويستهدف المشروع تقديم المساعدة المالية لغير المقتدرين. فيما نفذت مشروع زكاة الفطر بقيمة 1.5 مليون درهم وفرت قرابة 15 ألف فطرة، وزعت على مستحقيها ليلة العيد المبارك، في مقابل 850 ألف درهم لمشروع الأضاحي الذي استهدف توزيع 1200 أضحية على 2500 أسرة مستحقة.
مساجد داخل الدولة : وبالتعاون مع دائرة الشؤون الإسلامية، بنت الجمعية، عدداً من المساجد في مناطق متفرقة داخل إمارة الشارقة، بكلفة 6.7 مليون درهم.
لجنة الأسر المواطنة : تقتصر مهمة اللجنة على بحث الأحوال المعيشية للأسر المواطنة من ذوي الدخل المحدود، وتقديم الدعم والرعاية لها، بما يعزز انتماءها، وترابطها.
متجر الخير ومركز غسيل الكلى : من بين المبادرات التي كان لها صدى بين الجمهور المستهدف، سواء من المتبرعين أو الأسر المستحقة، كان مشروع متجر الخير الذي تم إنشاؤه داخل المقر الرئيسي للجمعية، ليكون مركزاً لبيع التبرعات العينية التي يتصدق بها المحسنون. وتفرز لجنة مختصة هذه التبرعات؛ بحيث يودع ما يصلح منها للاستخدام داخل المتجر، لبيعه بأسعار رمزية في متناول الأسر المستهدفة، والتخلص من المواد غير الصالحة للاستخدام، ببيعها للشركات المختصة في إعادة التدوير، ما يعكس الآلية الحضارية التي تتبعها الجمعية في تدوير تبرعاتها العينية التي تحصل عليها من أيادي المحسنين. وحظيت مبادرة الجمعية لإنشاء مركز طبي متخصص في توفير جلسات غسيل الكلى لمرضى الفشل الكلوي، بترحيب واسع وتم إنشاء المركز بمنطقة سمنان، ليشمل 8 غرف لإجراء جلسات الغسيل، تحتوي على 8 أجهزة، ومن المقرر أن يستقبل المركز يومياً من 16 إلى 24 حالة من الحالات المرضية المسجلة بكشوف الجمعية وحصلت على أحقية بالمساعدة. ويستهدف المركز المزمع افتتاحه خلال الأيام القادمة خدمة المرضى وتلبية طلباتهم بشكل حضاري يحتوي المرضى ويصون كرامتهم، بتوجيه المساعدة لهم وتوفير الرعاية الطبية اللازمة؛ حيث يجري المركز جلسات الغسيل للمحتاجين، عبر أجهزة حديثة، وطاقم طبي رفيع، ما يوفر على المرضى الوقت والجهد ويوفر للجمعية مبالغ طائلة تصرف للمستشفيات التي تجري الجلسات للمرضى، خاصة أن المريض الواحد يحتاج إلى 3 جلسات أسبوعياً، وتبلغ كلفة الجلسة 750 درهماً، أي أن المريض كانت تصرف له مساعدات غسيل كلى شهرياً بقيمة 9 آلاف درهم. وبمجرد افتتاح المركز يتمكن المرضى من التقدم بطلب مساعدة علاجية لإجراء جلسات الغسيل المنتظمة في مركز الجمعية، شريطة إحضار التقارير الطبية التي تؤكد حاجة المريض. ويشترط حصوله على موافقة بمساعدته من لجنة المساعدات بالجمعية.
جودة الجمعية : وفي إطار السعي نحو إضفاء مزيد من الاحتراف في تقديم الخدمة، بما يرضي الجمهور ويحوز سعادتهم، متبرعين كانوا أو مستحقي مساعدة، فقد تم إنشاء مكتب خاص بمتابعة أداء العمل، وفق أسس وآليات مدروسة تقيس مستوى الأداء العام لكل الإدارات، ورفع التقارير بشأنها، مع إجراء الدورات التدريبية للموظفين، بما يسهم في رفع كفاءة الأداء.
وعلى مدار العام المنقضي تمكن فريق الجودة والتميز من عقد 65 اجتماعاً بإجمالي 195 ساعة، أعدت خلالها الخطة الاستراتيجية للخمسية المقبلة، متضمنة رسالة الجمعية وأهدافها. كما أعدت أدلة تفصيلية للإدارات الداخلية والفرعية، لضمان تنفيذ الخطط بالشكل الأمثل، وهو ما أثمر في الخروج بعدد من الحلول التي أضفت مزيداً من السلاسة على كفاءة العمل والتواصل مع الجمهور، وتقليل الازدحام بمكاتب إدارة المساعدات.
المشاركات المجتمعية : لم تقتصر مساعدات الجمعية على من يترددون على أبوابها من الأفراد المحتاجين فحسب؛ بل امتد عطاؤها، ليشمل دعم المؤسسات الخدمية التي تنتسب إليها شريحة كبيرة من الجمهور، مثل دائرة الخدمات الاجتماعية ونادي الثقة للمعاقين ودار المسنين ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وغيرها. وجاءت تلك المساعدات في إطار الشراكات القائمة بينها وبين تلك الجهات، لتحقق أهدافها التي تتلخص في توفير أعلى درجات الرعاية لمنتسبي تلك المؤسسات، بما يعود بالفائدة على المجتمع الإماراتي بأسره؛ حيث إن دعم الناس، ورعاية التعاون، وتعزيز روح المجتمع هي من صلب مهام جمعية الشارقة الخيرية وقيمها. وبناء عليه، يؤدي إشراك المجتمع دوراً مركزياً في عمل الجمعية؛ حيث إنه يمثل تبادلاً هادفاً واستفادة من المعرفة والمصادر والشراكات، لتحقيق المنفعة المتبادلة للمشاركين وقطاعات الدولة الحكومية وشبه الحكومية والخاصة. ويأتي حرص الجمعية على تفعيل مبدأ المشاركة المجتمعية، كونه أداة فاعلة في تنفيذ الأهداف الخيرية والمجتمعية المشتركة مع هذه الجهات، خاصة تلك التي تخدم المعاقين. وتمكنت الجمعية من تنفيذ عدد من برامج المساعدات التي تمثل أحد جوانب المشاركات المجتمعية بقيمة 1.7 مليون درهم.