12/09/2019 09:38:37
الشيخ عصام بن صقر القاسمي: خيرية الشارقة تنفق 2.5 مليار درهم خلال العشر سنوات الأخيرة
كشفت جمعية الشارقة الخيرية عن حصاد أعمالها الإنسانية والخيرية داخل الدولة وخارجها خلال الفترة من 2008 وحتى 2018 والتي جاءت بتكلفة مالية قيمتها 2مليار و536 مليون درهم، شملت حزمة من المساعدات الداخلية التي تم تقديمها للمحتاجين داخل الدولة من المواطنين والمقيمين على أرضها وذلك بقيمة مالية بلغت 788 مليون درهم، إلى جانب مدفوعات كفالة الأيتام بقيمة 367 مليون درهما، بينما تم تنفيذ حزمة من المشاريع والاعمال الخارجية فيما يقارب 110 دولة من بلدان العالم الثالث بقيمة مالية بلغت مليار درهم.
جاء ذلك خلال التقرير الذي أصدرته الجمعية مؤخرا بمناسبة اليوم العالمي للعمل الخيري الذي يوافق الخامس من شهر سبتمبر، تأكيدا منها على كونها واحدة من أهم المؤسسات الخيرية في الدولة، حيث دونت منذ إنشائها قبل ثلاثة عقود تاريخا من العطاء الممتد ليغطي احتياجات 5000 أسرة داخل الدولة بهدف تمكينهم من الاعتماد على أنفسهم ليكونوا سواعد منتجة للمجتمع ومساهمة في بناء الدولة تنفيذا لرؤى وتوجهات صاحب السمو حاكم الشارقة التي تؤكد على أهداف سموه وتطلعاته حفظه الله من إنشاء جمعية الشارقة الخيرية بأن يكون هدفها العطاء لتمكين الإنسان من الاعتماد على نفسه وليس الاكتفاء بمساعدات المؤسسات الخيرية.
وقال الشيخ عصام بن صقر القاسمي رئيس مجلس إدارة الجمعية: بفضل من الله وبجهود كافة المسئولين والعاملين في جمعية الشارقة الخيرية وبدعم كبير من المحسنين وأصحاب الأيادي البيضاء فقد قامت الجمعية بدورها على الوجه الصحيح، وهو ما يبدو جليا في نتاج الأرقام التي تم تحقيقها على مدار العقد الماضي من عمر وتاريخ الجمعية، مشيرا أن الجهود تركزت بشكل رئيسي على دعم مشاريع التعليم والصحة سواء داخل الدولة أو خارجها فهي الأساس في بناء الانسان ليكون أداة فعالة ومؤثرة في خدمة وطنه.
وتابع: من هذا المنطلق، قامت الجمعية بدور مؤثر وفعال في تحقيق الاستقرار النفسي والذهني للطلبة الدارسين بتوفير المناخ الملائم الذي يعينهم على مواصلة دراستهم بتركيز شديد حيث أنشأت مشروع هيا نتعلم الذي استهدف خدمة الكثيرين من أبناء المناطق النائية في العديد من دول العالم بتعليمهم وإنشاء الفصول الدراسية لهم وتوفير المعلمين المختصين لتدريسهم العلوم وعلوم القران فتخرجت منها أجيال حملت لأوطانها عقولا تشربت من العلم والمعرفة،
كما قامت إدارة المساعدات الداخلية باستقبال طلبات المتعسرين في سداد الرسوم الدراسية المستحقة على أبنائهم وتمت مساعدتهم حيث كان بعض هؤلاء الطلاب قاب قوسين أو أدنى من التوقف عن الدراسة لعدم قدرتهم على دفع الرسوم فكانت الجمعية لهم ملبيا ومعينا وداعما وتكفلت بما عليهم من رسوم دراسية لينتظموا مجددا في دراستهم ويلحقوا بأقرانهم، موضحا أن جملة المساعدات التي تم تقديمها لمستحقيها خلال العام المنقضي فقط بلغت 20 مليون درهم، بخلاف توزيع الحقائب المدرسية بما يقارب 10 الآف حقيبة. وأضاف الشيخ عصام القاسمي أن مسيرة الجمعية حفلت بالكثير من الأعمال الإنسانية التي شملت إنشاء المستوصفات الصحية في الدول النامية لتستقبل الحالات المرضية من كل حدب وصوب وتخفف عن المرضى الآمهم وأوجاعهم، كما يتم إطلاق الحملات الطبية المتنقلة في قرى تلك البلدان لتقوم بدورها في توفير الفحوصات المجانية، إلى جانب تنفيذ الحملات الطبية المتخصصة في إجراء العمليات الجراحية في تخصص القسطرة والقلب المفتوح للأطفال المصابين بثقوب وتشوهات قلبية، إلى جانب تسيير قوافل عمليات العيون لمكافحة العمى وضعف الأبصار في دول أفريقيا، بخلاف تنظيم المخيمات الطبية المتنوعة التي جابت الغالبية العظمى من إمارة الشارقة، لافتا إلى انتظام مراحل إنشاء مركز الجمعية لغسيل الكلى بهدف توفير جلسات غسيل الكلى للمرضى المصابين بالفشل الكلوي بالمجان دون الحاجة إلى رصد تكاليف تلك الجلسات وتحويلها إلى المستشفيات، حيث من المقرر أن يأتي مركز الجمعية ليستقبل نحو 16 مريضا يوميا ويعمل على مدار الأسبوع بفريق طبي ذو كفاءة عالية.
خدمة خير الإنسانية : وأوضح الشيخ عصام بن صقر القاسمي أن جهود الجمعية في خدمة المرضى من الفقراء والمحتاجين تكللت بنجاح كبير من خلال إنشاء خدمة "خير الإنسانية" التي تستهدف توفير العلاج للحالات المرضية التي تحتاج لتدخلات علاجية وجراحية فورية، موضحا أن الجمعية تمكنت عبر هذه الخدمة من علاج نحو 600 حالة مرضية خلال العام 2018 فقط بتكلفة مالية بلغت 10 ملايين درهم.
المشاريع الإنتاجية : وأشار رئيس مجلس إدارة جمعية الشارقة الخيرية أن استراتيجية العمل هدفت إلى تمكين المستحقين من الاعتماد على أنفسهم من خلال تحويلهم من مستحقي المساعدة إلى أرباب حرف وأصحاب دخل من كسب أيديهم، وذلك التزاما بتوجهات صاحب السمو حاكم الشارقة والذي أكد على أهمية أن يتم الاستثمار في الإنسان من خلال العمل الخيري، وأن يكون العطاء أولى خطوات تمكينه من الاعتماد على نفسه، وهو ما حققته الجمعية من خلال مشاريعها الإنتاجية والتي تعد بمثابة فرص عمل صغيرة ومشاريع إنتاجية لأصحاب الحرف مثل توزيع ماكينات خياطة على السيدات العاملات بحرفة التطريز وكذلك توزيع قوارب الصيد على العاملين في صيد الأسماك وتوفير أكشاك بيع الفواكه ومحلات البقالة للباعة، إلى جانب شراء الدراجات النارية للشباب العاملين بمهنة السياقة لاستخدامها في نقل الركاب كما هو الحال في جمهورية بنجلاديش، وكذلك القيام على توفير مزرعة دواجن للعالمين بمهنة بيع الدواجن واللحوم، مع عقد الدورات والورش التدريبية المنتظمة للأرامل والمربيات على إتقان المهن المنزلية، حيث تكون هذه المشاريع فرص عمل لهم تمكنهم من الاستغناء عن مساعدات الجمعيات الخيرية احتراما وصونا لأدميتهم وعفهم عن السؤال وطلب الحاجة.
تفريج كربة : ولفت القاسمي إلى أن الجمعية تولي مشاريع تفريج الكربة جلّ اهتمامها لما تحققه للمحتاجين من حلا لمعاناتهم وتفريجا عنهم بما تقدمه لهم من دعم مادي ومعنوي، يساعدهم في التخلص من قيود الديون وقضبان السجون التي زُجوا إليها لتعسرهم المادي في تسديد متأخرات ديون لصالح الغير عجزوا عن سدادها، فكانت الجمعية لهم مجيبا وداعما بتسديد هذه الديون عنهم وتمكينهم من العودة إلى أحضان أسرهم وأهليهم تعلو وجوههم البهجة ويحوطهم الاستقرار النفسي والأسري ويبدأ حياتهم مجددا بهمة وحماس، وحققت الجمعية أعلى درجات الدعم لأهل الكرب من خلال قنوات التعاون مع القيادة العامة لشرطتي الشارقة وعجمان في القيام بتسديد ديون المساجين وإخراجهم خلال الاحتفالات والمناسبات القومية والدينية مثل احتفالات الدولة باليوم الوطني وكذلك خلال أيام أعياد الفطر والأضحى لتكون الفرحة مضاعفة وتنتشر البهجة وترتسم السعادة ويسود الأسرة الاستقرار وتؤدي الجمعية رسالتها على الوجه الاكمل، كما تقدم بدورها المساعدات الشهرية المنتظمة للأسر المتعففة لتعينها على توفير قوت يومها واحتياجاتها المعيشية الأساسية، وفيما يخص زكاة المال فالجمعية مستمرة في توزيع مساعدات ومبالغ زكاة المال على مستحقيها بشكل متواصل، مما يعني أن الجمعية تقدم للمستحقين كافة صور وأشكال الدعم الخيري من علاج وتسديد ديونهم، ومساعدات مادية وأخرى غذائية وإسكانية وهو ما يعد بمثابة خطوة جادة نحو تمكين المحتاجين ومتلقي المساعدات إلى اعتمادهم على أنفسهم في توفير نفقات معيشتهم وتدبير حياتهم.
مشاريع هامة: وأردف الشيخ القاسمي أن جمعية الشارقة الخيرية تبنت منذ إنشائها عددا من المشاريع الداخلية الهامة التي استفادت منها مئات الأسر المستحقة وانتفعت بها الآلاف من أهل الحاجة مثل مشروع مسكني راحة بالي الذي يتم من خلاله توفير مسكن ملائم للأسر الفقيرة والارامل والمطلقات والمهجورات وتأثيثه بكافة الأجهزة والأدوات المنزلية، إلى جانب التكفل بترميم المنازل القديمة لتكون صالحة ليسكنها أهلها في أمن وآمان واستقرار. وتابع حديثه : إن التواجد بين المحتاجين في أكثر من 110 بلدا من الدول النامية في مختلف قارات العالم، إلى جانب توزيع العطاء داخليا على أكثر من 5 الآف أسرة متعففة وفقيرة يتطلب صدقا مع النفس وموضوعية في ترتيب أوليات المحتاجين من حيث الأكثر احتياجا للمساعدة وأخذ كافة التدابير التي تصون تبرعات المحسنين وتضعها في أيدي مستحقيها فقط دون غيرهم، وهو ما تم العمل عليه من خلال استراتيجية ثابتة تقوم على وضع مختصين لدراسة الحالات دراسة موضوعية للوقوف على ظروفه المعيشية وأحواله وحجم العوز ومن ثم يتم البت في طلبه بتحديد حجم المساعدة المناسبة، وبالمثل في ذلك ما يتم العمل عليه عند تنفيذ مشروعا من المشاريع الإنشائية كالمساجد والآبار وبيوت الفقراء والمجمعات الخيرية، حيث يتم دراسة موقع المشروع جيدا وتحديد حجم المستفيدين منه وتكلفته ومراحل تنفيذه وصلاحية الموقع المقرر التنفيذ به، ومن ثم يتم اتخاذ القرار المناسب من حيث البدء في التنفيذ أو اختيار موقعا أخر أو استبدال المشروع بآخر أكثر نفعا وفائدة للسكان والمستفيدين، وأشاد الشيخ عصام القاسمي في نهاية حديثه بدور المحسنين والمتبرعين أصحاب الأيادي البيضاء وثمن تفاعلهم الدائم مع مشاريع الجمعية ودعمهم المستمر لمسيرة العمل الخيري.